السبت، 16 مارس 2013

السمك يخفض مستوى الكولسترول وينظم ضربات القلب ويقي من السرطان

لحليمي: السمك يخفض مستوى الكولسترول وينظم ضربات القلب ويقي من السرطان

 
 
يزخر المغرب بثروة سمكية هامة، لكونه يطل على واجهتين بحريتين، مما جعله يحتل مراتب متقدمة في الإنتاج، لكنه يحتل مراتب متأخرة في الاستهلاك، بحيث لا يتجاوز المعدل السنوي لاستهلاك الفرد الواحد 10 كيلوغرامات، في
حين أن المعدل المنصوح به عالميا من 17 إلى 20 كيلوغراما، فالتناقض الحاصل هو أننا من الأوائل في الإنتاج ومن الأواخر في الاستهلاك وحتى حين يستهلك السمك (اللحم الأبيض) يطغى عليه طابع القلي أو ثقافة القلي، مما يقلل من القيمة الغذائية للسمك ويحوله من غذاء صحي بامتياز إلى غذاء ضار، مليء بالسعرات الحرارية ومواد تتعب الجسم وترهقه، فالسمك ثروة صحية قبل أن تكون مادية. والثقافة الغذائية المغربية انزاحت نحو استهلاك اللحوم الحمراء على حساب اللحوم البيضاء (الأسماك)، فصحيا الأسماك أحسن بكثير من اللحوم الأخرى وحتى ماديا ثمنها يقل بثلاث مرات عن اللحوم الأخرى، أي أن الأسماك ماديا وصحيا هي الأفضل على الإطلاق. لكن للأسف -وبعدما كانت اللحوم الحمراء تقدم فقط في المناسبات-أصبحت المائدة المغربية لا تخلو من اللحوم وبشكل يومي، حيث أصبح استهلاك اللحم رمزا من رموز الرقي الاجتماعي، وهو ما أدى إلى ظهور مشاكل عديدة كأمراض القلب والشرايين والنقرس (أو ما يعرف بمرض الأغنياء) وارتفاع الكوليسترول الخبيث وارتفاع الضغط الدموي ثم الزيادة في الوزن والسمنة والقصور الكلوي، فبشكل أو بآخر يساهم المستهلك بشكل كبير في ارتفاع الأسعار، لأن كمية الاستهلاك ارتفعت، وأصبح العديد من الناس يظنون أن اللحوم مثلا يجب تناولها بشكل يومي، في حين أنه إذا كان لا بد من استهلاكها فلا يجب أن تتعدى مرتين على الأكثر، بعيدا عن الاعتبارات الشائعة، التي تأثرت بالنمط الغربي، في حين أن ثقافتنا الغذائية كانت تستمد حاجيتها من البروتينات من القطاني والحبوب، والتي إذا مزجناها ببعضها نحصل على بروتينات كاملة، فكما نتكلم عن نجوم السينما ونجوم هوليود، فوزارة الصحة العالمية تكلمت عن نجوم في التغذية وحددت لائحة بأسماء عشرة نجوم في التغذية ومنها السمك.. والجميل في الأمر أن كل هذه الأغذية العشرة -التي أعلنت عنها وزارة الصحة العالمية أنها نجوم التغذية – تم ذكرها في القرآن الكريم الذي فضل السمك على كل اللحوم كيف؟ لقد تم ذكر كلمة لحم في القرآن الكريم 11 مرة، 4 مرات للأكل و 7 مرات تتكلم عن خلق الله 4 من 7 عن لحم الخنزير والتي لا تخصنا نحن كمسلمين 2 مرات من 7 تتكلم عن معرض الخلق وكيف أنجز الله العظام تم كساها لحما، ثم مرة واحدة لما قال الله تعالى «أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه»، أما 4 مرات لحم والتي تتكلم عن الأكل مرة واحدة منها ذكر لحم الطير «وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون» ومرة واحدة لما قال تعالى «وأمددناهم بفاكهة و لحم مما يشتهون» بقيت مرتين تكلم فيهما عز وجل عن لحم البحر أي السمك ووصفه سبحانه وتعالى بالطراوة وهي الخاصية الأولى والأساسية التي يجب أن تتوفر في اللحم، وهذا يعني أن الله سبحانه وتعالى أولى أهمية بالغة للحم البحر أي السمك. ولما نتأمل جانب الإعجاز من حيث عدد المرات التي تم ذكر لحم الأكل فيها، نجدها 4 مرات مرة واحدة لحم الطير، دون مدح مرة واحدة لحوم أخرى مرتين لحم السمك، والله تعالى لم يذكر هذا العدد عبثا، وإنما فيه حكمة كبيرة أي أن أول وأكثر ما يجب استهلاكه هو السمك، أي أنه إذا قسمنا العدد 4 على أسبوع، فيجب استهلاك السمك مرتين، لحم الطير مرة واحدة واللحوم الأخرى مرة واحدة وهذا ما توصي به منظمة الصحة العالمية، مع العلم أن القرآن ذكر هذا منذ زمن طويل وفوائد السمك معروفة إذا ما قارناه باللحوم الأخرى، فهو يخفض الكولسترول الضار لاحتوائه على دهنيات غير مشبعة، التي تشكل الاستثناء في الدهون ذات الأصل الحيواني على عكس اللحوم الأخرى، التي ترفع بشكل رهيب نسبة الكولسترول الخبيث في الدم، كما أن السمك ينظم أيضا ضربات القلب ومضاد للسكتة الدماغية، لأنه غني بالفوسفور الذي ينشط الذاكرة وسهل الهضم، لأن أنزيماته منه و إليه، ويحتوي أيضا على كنز اسمه الأوميكا 3 ، الذي يكتسي أهمية خاصة، فهو يقوي التركيز، يحسن المزاج، ينشط نمو الشعر يخفض الضغط الدموي، يفيد في التغلب على الالتهابات الجلدية، يقي من التهاب المفاصل، يقاوم أعراض الشيخوخة المبكرة ويقي من السرطانات وهو مهم كذلك للمرأة المرضع و الحامل، خاصة لنمو الجنين خلال الأشهر الأخيرة، إذ يساعد على ولادة جنين بوزن عادي، يحسن مزاج الطفل وسلوكياته وينشط ذاكرته ويساعد في علاج الاكتئاب عند المراهقين.
 ويحتوي السمك أيضا على فيتامين (د)، الذي يعتبر ضروريا لتثبيت الكالسيوم، الذي يقل تكونه في جسم الإنسان خلال فصل الشتاء، بحيث يقل فيها التعرض لأشعة الشمس. والسمك يسمى غذاء الذاكرة لاحتوائه على فيتامينات وأملاح معدنية وبروتينات عالية الجودة (تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية)، لأنه سهل الهضم والمضغ، مما يجعله غداءا ملائما للكبار والصغار يحتوي على دهون غير مشبعة. وتختلف نسبة الدهون في السمك حسب النوع، الفصل، العمر، الجنس والحجم، أما فيما يخص شراء السمك، فيجب الانتباه جيدا، لكونه يفسد بسرعة وهو يعتبر من الأغذية التي يمكن أن تسبب حساسيات لدى الكبار والصغار، فيجب أن تكون رائحته مقبولة، تشبه رائحة البحر، وأن يكون ذا لون لامع تحت خياشمه لون وردي لامع، عينين صافيتين والأهم أن شراء السمك آخر ما يجب شراؤه عند التسوق وأول ما يجب وضعه في الثلاجة عند الوصول إلى المنزل وذلك للحفاظ على جودته قدر الإمكان.
 وجودة السمك تكمن أيضا في طريقة الطهي، حيث تعتبر كل طرق الطهي صحية، باستثناء القلي الذي يفسد تماما القيمة الغذائية للسمك ويصبح غنيا بالدهون الضارة والسعرات الحرارية والأخطر أن هضمه يصبح عسيرا، لكونه يأخذ مدة طويلة في الهضم ويرهق الجهاز الهضمي. لذا تذكروا أن الداء والدواء في الغذاء والمرض وارد والشفاء مطلوب والوقاية خير من العلاج.

محمد لحليمي
أخصائي في التغذية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق